أسعار النفط تنهي تداولات الأسبوع على صعود مدعومة بتعثر جهود التسوية الأوكرانية

النفط يحقق مكاسب أسبوعية طفيفة وسط ترقب كلمة باول واستمرار التوترات الجيوسياسية

أنهت أسعار النفط تعاملات الجمعة الماضية على ارتفاع طفيف، متجهة نحو تسجيل مكاسب أسبوعية، بينما يترقب المستثمرون كلمة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول خلال ندوة جاكسون هول، بحثًا عن إشارات أوضح بشأن مستقبل السياسة النقدية الأمريكية.

تداولات الخام
ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.1% لتسجل 67.69 دولارًا للبرميل، في حين صعدت عقود خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.2% لتبلغ 63.62 دولارًا للبرميل. وعلى مدار الأسبوع، عوض الخامان خسائرهما المبكرة وحققا مكاسب تراوحت بين 1.5% و3%، بدعم من تراجع أكبر من المتوقع في مخزونات الخام الأمريكية بنحو 6 ملايين برميل، إلى جانب بيانات اقتصادية قوية أظهرت تحسن قطاعي التصنيع والخدمات في الولايات المتحدة.

ضغوط الحرب الروسية الأوكرانية
رغم هذا الدعم، ظلّت أسعار النفط تحت ضغط استمرار الحرب الروسية الأوكرانية وتعثر مساعي السلام. فقد تبادلت موسكو وكييف الاتهامات بعرقلة المفاوضات، في وقت شنّت فيه روسيا أكبر هجوم عسكري لها منذ أكثر من شهر. وأكد محللو بنك ING أن عقد قمة بين الرئيسين بوتين وزيلينسكي يبدو بعيدًا، مع تصاعد الخلافات حول الضمانات الأمنية.

في المقابل، صرّح بيتر نافارو، المستشار التجاري السابق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بأن واشنطن قد تفرض رسومًا جمركية إضافية على واردات الهند من النفط الروسي، وهو ما قد يزيد الضغوط على إمدادات السوق إذا فشلت موسكو في إيجاد بدائل.

التصعيد العسكري والضغوط السياسية
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة إنه سيتحقق من إمكانية تعاون بوتين وزيلينسكي لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات. وجاء ذلك في وقت شهدت فيه الحدود الأوكرانية الأوروبية هجومًا روسيًا جديدًا، بينما ردّت كييف باستهداف مصفاة نفط روسية ومحطة الضخ “يونيشا” التابعة لخط أنابيب “دروجبا” المتجه إلى أوروبا. وكشفت مصادر لـ”رويترز” أن بوتين طالب أوكرانيا بالتخلي عن منطقة دونباس والانصراف عن مساعي الانضمام إلى “الناتو”.

مخزونات الخام والمنصات الأمريكية
من جانب آخر، دعمت بيانات المخزونات الأمريكية أسعار الخام، إذ أظهرت إدارة معلومات الطاقة تراجعًا بلغ 6 ملايين برميل خلال الأسبوع المنتهي في 15 أغسطس، مقارنة بتوقعات أشارت لانخفاض قدره 1.8 مليون برميل فقط. كما قلّصت شركات الطاقة الأمريكية عدد منصات النفط والغاز العاملة للأسبوع الرابع في خمسة أسابيع، بحسب بيانات “بيكر هيوز”.

ترقب السياسة النقدية
على الصعيد النقدي، أشار جيروم باول إلى احتمال خفض أسعار الفائدة في اجتماع الفيدرالي المقبل، لكنه تجنّب الالتزام المباشر بذلك، مؤكدًا على استمرار مخاطر التضخم وضعف سوق العمل. ويُتوقع أن يُسهم أي خفض في أسعار الفائدة بتحفيز النمو وزيادة الطلب على الطاقة، ما قد يمنح أسعار النفط دعمًا إضافيًا خلال الفترة المقبلة