أسعار النفط تستعيد بعض مكاسبها مع عودة الاهتمام بالمحادثات بين أكبر اقتصادين في العالم

تعافي أسعار النفط الخام في تعاملات الاثنين مدعومًا بآمال المحادثات الأمريكية-الصينية

ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات أمس الاثنين بعد أن هبطت في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوياتها في خمسة أشهر، إذ أعاد المستثمرون تركيزهم نحو التطورات الدبلوماسية المحتملة بين الولايات المتحدة والصين، وسط توقعات بأن تسهم أي محادثات مرتقبة بين رئيسي البلدين في تخفيف حدة التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم وأكبر مستهلكين للنفط.

تداولات النفط الخام
شهدت جلسة أمس الاثنين تعافيًا محدودًا في أسعار النفط، حيث صعدت عقود خام برنت الآجلة بمقدار 0.59 دولار، أو بنسبة 0.9%، لتستقر عند 63.32 دولارًا للبرميل، في حين ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 0.59 دولار، أو بنسبة 1%، مسجلًا 59.49 دولارًا للبرميل. وكانت الأسعار قد تراجعت بنحو 4% يوم الجمعة الماضية لتغلق عند أدنى مستوى لها منذ مايو، بفعل عمليات بيع مكثفة أعقبت التطورات الجيوسياسية الأخيرة.

العوامل المؤثرة في السوق
جاء الانخفاض الحاد الأسبوع الماضي أساسًا نتيجة وقف إطلاق النار في غزة وعودة التقلبات في العلاقات التجارية الأمريكية-الصينية قبيل الموعد النهائي لهدنة التجارة في 10 نوفمبر. إلا أن استعداد الطرفين لاستئناف التفاوض حدّ من موجة البيع، مع ترقب المستثمرين لنتائج أي محادثات مرتقبة قد تحدد اتجاه السوق على المدى القريب.

وقد تصاعدت التوترات التجارية مجددًا بعد أن وسّعت الصين قيودها على صادرات المعادن الأرضية النادرة، وردًا على ذلك أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة عزمه فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة. ورغم أن اللقاء بين ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ كان متوقعًا في وقت لاحق من الشهر الجاري، فإن تصريحات ترامب الأخيرة التي استبعد فيها الحاجة لعقد الاجتماع ألقت بظلال من الشك حول انعقاده. ومع ذلك، أشار الممثل التجاري الأمريكي جاميسون غرير يوم الأحد إلى أن الاجتماع لا يزال ممكنًا وقد يُعقد في كوريا الجنوبية على هامش منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك).

وتُعد هذه التطورات امتدادًا للتوترات التي أدت إلى تراجع أسعار النفط في مارس وأبريل الماضيين عندما بلغت الحرب التجارية بين البلدين ذروتها.

العرض والطلب العالمي
على صعيد الطلب، أظهرت بيانات الجمارك الصينية ارتفاع واردات الصين من النفط الخام بنسبة 3.9% على أساس سنوي خلال سبتمبر لتصل إلى 11.5 مليون برميل يوميًا، ما يعكس استمرار قوة الطلب من أكبر مستورد للنفط في العالم.
أما في الشرق الأوسط، فقد أفرجت حركة حماس عن أول سبعة رهائن إسرائيليين ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي ساهم الرئيس الأمريكي ترامب في التوصل إليه، في خطوة عززت الآمال بإنهاء الصراع في غزة وعودة الاستقرار الإقليمي.

تقرير أوبك وتوقعات الإمدادات
وفي جانب العرض، أبقت منظمة أوبك على توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط دون تغيير لعامي 2025 و2026 في تقريرها الشهري الصادر يوم الاثنين، مشيرةً إلى أن العجز في المعروض سيكون أقل من المتوقع العام المقبل مع استمرار مجموعة أوبك+ في زيادة الإنتاج.
وأوضحت المنظمة أن الاقتصاد العالمي يحافظ على اتجاه نمو قوي يدعم الطلب على الخام، مشيرةً إلى أن إنتاج أوبك+، الذي يضم أعضاء المنظمة وروسيا وحلفاء آخرين، ارتفع في سبتمبر بمقدار 630 ألف برميل يوميًا ليصل إلى 43.05 مليون برميل يوميًا. ويعكس ذلك قرارات المجموعة السابقة برفع حصص الإنتاج بوتيرة أسرع من المخطط لها، ما أضاف كميات إضافية من الخام إلى السوق وأثار مخاوف من فائض محتمل في الإمدادات ساهم في الضغط على الأسعار خلال العام الجاري