أسعار النفط تحافظ على مستويات متدنية قرب أدنى نطاق في خمس سنوات تحت ضغط فائض المعروض

هبوط أسعار النفط الخام مع استمرار وفرة المعروض العالمي

أغلقت أسعار العقود الآجلة للنفط عند أدنى مستوياتها منذ فبراير 2021 خلال تعاملات يوم الثلاثاء، في ظل استمرار الضغوط الناتجة عن وفرة المعروض العالمي، إلى جانب تزايد التوقعات بإمكانية التوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا، ما عزز احتمالات تخفيف أو رفع بعض العقوبات المفروضة على صادرات النفط الروسية.

تداولات النفط الخام
وخلال جلسة أمس الثلاثاء، هبطت عقود خام برنت بمقدار 1.64 دولار للبرميل، أي ما يعادل 2.71%، لتستقر عند 58.92 دولار للبرميل، في حين تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بمقدار 1.55 دولار، أو 2.73%، ليغلق عند 55.27 دولار للبرميل.

العوامل المؤثرة على السوق
انخفض خام برنت إلى ما دون مستوى 60 دولاراً للمرة الأولى منذ عدة أشهر، وسط تقييم الأسواق لتداعيات احتمال التوصل إلى اتفاق سلام قد يسمح بإعادة كميات إضافية من النفط الروسي إلى السوق، مما يزيد من حدة وفرة المعروض. وتزامن هذا التراجع مع تقارير أفادت بأن الولايات المتحدة عرضت تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا على غرار تلك التي يوفرها حلف شمال الأطلسي، بينما أشار مفاوضون أوروبيون إلى تحقيق تقدم في المحادثات يوم الاثنين، ما عزز التفاؤل بشأن قرب إنهاء الصراع. في المقابل، أكدت روسيا، وفق ما نقلته وكالة تاس، عدم استعدادها لتقديم تنازلات إقليمية، ما أبقى حالة عدم اليقين قائمة.

وعلى الصعيد الفني، تحوّل فارق أسعار عقود خام برنت لستة أشهر إلى حالة كونتانغو للمرة الأولى منذ أكتوبر، في إشارة إلى وفرة المعروض على المدى القريب مقارنة بالأسعار المستقبلية. وفي هذا السياق، توقع محللو بنك باركليز أن يبلغ متوسط سعر خام برنت نحو 65 دولاراً للبرميل خلال عام 2026، وهو مستوى أعلى قليلاً من منحنى الأسعار الآجلة، في ظل فائض متوقع قدره 1.9 مليون برميل يومياً، يُعتقد أن السوق قد استوعبه ضمن التسعير الحالي.

ويعكس التراجع الأخير في الأسعار طبيعة سوق الطاقة الهيكلية، حيث تتقاطع وفرة الإمدادات مع ضعف الطلب، ما يشير إلى احتمال استمرار هذه الضغوط حتى العام المقبل ما لم تطرأ مخاطر جيوسياسية جديدة أو تحولات كبيرة في السياسات. وزادت الضغوط على السوق بعد صدور بيانات اقتصادية صينية ضعيفة يوم الاثنين، إذ أظهرت الأرقام تباطؤ نمو الإنتاج الصناعي إلى أدنى مستوى له منذ 15 شهراً، وتسجيل مبيعات التجزئة أبطأ وتيرة نمو منذ ديسمبر 2022، مما أثار مخاوف بشأن قدرة الطلب العالمي على امتصاص الزيادة الأخيرة في المعروض.

ورغم أن مصادرة الولايات المتحدة لناقلة نفط قبالة السواحل الفنزويلية الأسبوع الماضي وفرت دعمًا محدودًا للأسعار، إلا أن محللين ومتداولين أشاروا إلى أن ارتفاع مستويات التخزين العائم وزيادة مشتريات الصين من النفط الفنزويلي تحسبًا لتشديد العقوبات حدّ من التأثير الإيجابي لهذه الخطوة على السوق