أسعار النفط تتراجع وسط استمرار التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط
شارك
تراجع حاد في أسعار النفط بنهاية تعاملات الأسبوع الماضي
أنهت أسعار النفط الخام تداولات الأسبوع الماضي على انخفاض ملحوظ، حيث تراجعت عقود خام برنت بشكل حاد يوم الجمعة، متخلية عن جزء من مكاسبها الأخيرة، بعد تصريحات من البيت الأبيض أفادت بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيؤجل قراره بشأن الانخراط العسكري في الصراع الدائر بين إيران وإسرائيل لمدة أسبوعين.
تحركات الأسعار
شهدت العقود الآجلة لخام برنت هبوطًا بنسبة 3.7% لتستقر عند 75.96 دولارًا للبرميل خلال تداولات الجمعة، في حين انخفضت عقود خام غرب تكساس الوسيط – والتي لم تُتداول يوم الخميس بسبب عطلة أمريكية – بنسبة 0.9% لتصل إلى 72.86 دولارًا للبرميل.
عوامل مؤثرة في السوق
رغم هذا التراجع، فإن أسعار النفط لا تزال تسجل مكاسب للأسبوع الثالث على التوالي، وسط استمرار القلق في الأسواق من تطورات الصراع في الشرق الأوسط واحتمالات تعطل الإمدادات. وقد لعبت تصريحات البيت الأبيض دورًا في تهدئة المخاوف جزئيًا، بعدما أكدت أن قرار توجيه ضربة لإيران قد أُجّل أسبوعين، مع بقاء الباب مفتوحًا أمام احتمالات العودة للمفاوضات النووية.
وجاءت هذه التطمينات بعد تقارير تحدثت عن استعداد مسؤولين أمريكيين لعمل عسكري محتمل ضد طهران، وهو ما كانت إيران قد حذّرت منه مرارًا. وكانت المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران قد انهارت مؤخرًا، عقب الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية، ما أسهم في تصعيد التوترات التي دخلت يومها الثامن يوم الجمعة الماضي.
التركيز على المنشآت النووية
تتجه الأنظار حاليًا نحو ما إذا كانت إسرائيل ستنفذ ضربات إضافية، خاصة على منشأة “فوردو”، التي تُعد أكبر موقع لتخصيب اليورانيوم في إيران. ورغم التراجعات الأخيرة، سجل كلا الخامين القياسيين مكاسب أسبوعية تقارب 2%، ما يعكس استمرار المخاوف الجيوسياسية.
مزيج من الدعم والمخاطر
ارتفعت أسعار النفط بنحو 12% الأسبوع الماضي، مدفوعة بشكل رئيسي بالهجوم الإسرائيلي على إيران، وما تبعه من مخاوف بشأن انقطاع الإمدادات من ثالث أكبر منتج في منظمة “أوبك”. كما تزايدت المخاوف من فرض عقوبات أمريكية إضافية على صادرات إيران النفطية، مما يعمّق الضغوط على سوق الطاقة.
علاوة على ذلك، تلقى النفط دعمًا إضافيًا من بيانات أظهرت انخفاضًا حادًا في مخزونات الخام الأمريكية بأكثر من 10 ملايين برميل، إلى جانب توقعات بارتفاع الطلب المحلي خلال موسم السفر الصيفي في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للوقود في العالم