أسعار النفط تتراجع مع اقترابها من تسجيل خسائر أسبوعية بفعل خطط أوبك+ لزيادة الإنتاج وتصاعد المخاوف المرتبطة بالرسوم الجمركية بين واشنطن وبكين
شارك
تراجع أسعار النفط الخام بنهاية تداولات الأسبوع الماضي
سجلت أسعار النفط تراجعًا ملحوظًا يوم الجمعة، متجهةً نحو تكبد خسائر أسبوعية حادة، مع تزايد الضغوط الناتجة عن توقعات ارتفاع إنتاج تحالف أوبك+ واستمرار حالة عدم اليقين المرتبطة بمحادثات الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والصين، مما أضعف معنويات السوق.
أداء تداولات النفط خلال تعاملات يوم الجمعة، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت تسليم يونيو بنسبة 1.2% لتستقر عند 65.70 دولارًا للبرميل، كما تراجعت عقود خام غرب تكساس الوسيط بنفس النسبة تقريبًا إلى 62.06 دولارًا للبرميل.
العوامل المؤثرة على أسعار النفط الخام يتجه كلا العقدين إلى تسجيل خسائر أسبوعية تفوق 3%، بعد هبوط بأكثر من 10% خلال شهر أبريل. وأفادت وكالة رويترز أن عدة دول أعضاء في أوبك+ تدرس تسريع زيادات الإنتاج خلال يونيو، استمرارًا للزيادة المفاجئة في مايو، وذلك وسط تصاعد الخلافات الداخلية بشأن الالتزام بحصص الإنتاج. ومن المتوقع أن تضاهي الزيادة المقترحة حجم الزيادة السابقة، البالغة 411 ألف برميل يوميًا، في ظل بقاء أسعار النفط بالقرب من أدنى مستوياتها خلال أربع سنوات، نتيجة الحرب التجارية المستمرة ومخاوف تخمة المعروض.
وفي سياق متصل، أعلنت كازاخستان عزمها عدم خفض إنتاجها النفطي، مع إعطاء الأولوية للمصالح المحلية على الالتزامات الدولية ضمن أوبك+. وقد جاء ذلك في أعقاب مشروع توسعة كبير بحقل تنجيز، ما أدى إلى تجاوز مستويات الإنتاج المتفق عليها.
وزادت الضغوط على الأسواق بعد نشر مقابلة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مجلة “تايم”، صرح خلالها بأنه يعتبر فرض رسوم جمركية عالية تتراوح بين 20% و50% على الدول الأجنبية خلال العام المقبل بمثابة “انتصار كامل”.
رغم هذه الضغوط، شهدت أسعار النفط انتعاشًا طفيفًا في النصف الثاني من الأسبوع، بدعم من توقعات بإمكانية خفض الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والصين. حيث ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن إدارة ترامب تدرس خفض الرسوم على الواردات الصينية لتخفيف حدة التوترات التجارية. وفي وقت سابق، لمح ترامب إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق مع الصين يتضمن خفضًا “كبيرًا” في الرسوم، وإن أكد أن التخفيض لن يكون إلى مستوى الصفر، مما قد يعزز النشاط الاقتصادي في الصين، أكبر مستورد للنفط عالميًا.
إضافة إلى ذلك، ساعد تصاعد التوترات الجيوسياسية على دعم أسعار النفط، وذلك بعد تعرض العاصمة الأوكرانية كييف لأعنف هجوم صاروخي وطائرات مسيرة تشنه روسيا منذ قرابة عام، مما مثل تصعيدًا خطيرًا في الصراع. وفي أعقاب هذا التصعيد، وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انتقادات مباشرة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، محذرًا من أن هذه الاعتداءات قد تعرض مفاوضات السلام الجارية للخطر