أسعار الذهب ترتفع رغم ارتفاع الدولار وسط توقعات باستمرار الطلب على السبائك

أسعار الذهب تواصل مكاسبها وسط تصاعد المخاوف الاقتصادية

واصلت أسعار الذهب العالمية ارتفاعها بشكل ملحوظ خلال تعاملات يوم الثلاثاء، مدعومة بزيادة المخاوف بشأن النمو الاقتصادي وعدم اليقين المحيط بسياسات التعريفات الجمركية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، مما دفع المستثمرين إلى اللجوء إلى الذهب كملاذ آمن

أداء تداولات الذهب

شهدت تداولات الذهب أمس ارتفاعًا ملحوظًا، حيث صعد سعر الذهب الفوري بنسبة 1.2% ليصل إلى 2932.94 دولارًا للأوقية، بينما ارتفعت العقود الآجلة للذهب تسليم أبريل بنسبة 1.8% لتصل إلى 2952.04 دولارًا للأوقية بحلول الساعة 00:45 بتوقيت شرق الولايات المتحدة (05:45 بتوقيت غرينتش)

العوامل المؤثرة في أسعار الذهب

يعزز الطلب على الذهب كملاذ آمن استمرار حالة عدم الاستقرار في إدارة ترامب، إلى جانب الاتجاه الصاعد لحركة المعدن الأصفر فنيًا. فمنذ توليه منصبه الشهر الماضي، قام ترامب بإعادة رسم خريطة التجارة العالمية من خلال فرض سلسلة من التعريفات الجمركية، مع خطط لفرض تعريفات متبادلة على الدول التي تفرض ضرائب على المنتجات الأميركية. كما فرض الأسبوع الماضي رسومًا بنسبة 25% على جميع واردات الصلب والألمنيوم، مما أثار مخاوف من ردود فعل انتقامية من دول أخرى

يركز المستثمرون الآن على محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لشهر يناير، المنتظر صدوره يوم الأربعاء، بحثًا عن إشارات حول مستقبل أسعار الفائدة. وإذا تباطأ الاقتصاد نتيجة التعريفات الجمركية وعوامل أخرى، فقد يتجه الفيدرالي إلى خفض الفائدة، وهو ما يدعم أسعار الذهب نظرًا لازدهاره في بيئة معدلات فائدة منخفضة

تحركات البنوك المركزية والتوترات التجارية

كثفت العديد من البنوك المركزية العالمية، لا سيما في الأسواق الناشئة، مشترياتها من الذهب على مدار العام الماضي بسبب تزايد عدم اليقين بشأن السياسات الأميركية وقوة الدولار. كما ظل الطلب على الذهب مدعومًا بالمخاوف المستمرة بشأن خطط ترامب التجارية، رغم تصريحاته بأن التعريفات الجمركية المتبادلة لن تُفرض حتى أبريل

في الوقت ذاته، أشارت تقارير إلى أن الاتحاد الأوروبي يدرس فرض قيود على استيراد بعض السلع الأميركية، مما قد يزيد من حدة التوترات التجارية. بالإضافة إلى ذلك، تراقب الأسواق توجهات الفيدرالي الأميركي بشأن أسعار الفائدة، خاصة بعد تصريحات عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر، الذي أشار إلى أنه رغم عدم اعتقاده بأن تعريفات ترامب ستؤدي إلى تضخم كبير، فإنه لا يزال يؤيد إبقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول. وجاءت هذه التصريحات بعد بيانات أظهرت ارتفاع التضخم الأميركي في يناير بأكثر من المتوقع