أسعار الذهب ترتفع خلال معاملات الثلاثاء الماضي، ويظل تحت ضغط الدولار القوي بعد قرار الاحتياطي الفيدرالي المتشدد
شارك
شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا طفيفًا خلال تداولات يوم الثلاثاء الماضي، متأثرة بتقلبات السوق والمخاوف المرتبطة بالسياسات النقدية. جاء هذا الصعود في ظل استمرار ارتفاع الدولار الأمريكي نتيجة النهج المتشدد الذي يتبناه بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، بينما أبدى المستثمرون حذرًا في ظل أسبوع تداول قصير بسبب عطلة عيد الميلاد
أداء الذهب في السوق
سجلت العقود الآجلة للذهب تسليم فبراير ارتفاعًا لتصل إلى 2633.89 دولارًا للأوقية، وذلك بعد تحقيق مكاسب بنسبة 0.3% يوم الاثنين. يأتي هذا التعافي الطفيف بعد انخفاض بأكثر من 1% في الأسبوع السابق، مما يعكس حالة من عدم اليقين بشأن مستقبل الذهب في ظل التغيرات الاقتصادية العالمية
العوامل المؤثرة على الأسعار
واجهت أسعار الذهب ضغوطًا متزايدة بسبب التوقعات باستمرار أسعار الفائدة الأمريكية عند مستويات مرتفعة لفترة أطول. هذا التوجه رفع تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالذهب، مما قلل من جاذبيته مقارنة بالأصول المدرة للعوائد مثل السندات. التوقعات الحالية تشير إلى إمكانية خفض أسعار الفائدة مرتين فقط خلال عام 2025، مقارنة بالتقديرات السابقة التي كانت تشير إلى أربع مرات
إلى جانب ذلك، أدى ارتفاع الدولار الأمريكي إلى تقليل جاذبية الذهب، حيث يجعل الدولار القوي المعدن النفيس أكثر تكلفة للمشترين الذين يستخدمون عملات أخرى. ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.1% في التداولات الآسيوية يوم الثلاثاء، ليقترب من أعلى مستوياته خلال العامين الماضيين
التوقعات المستقبلية
وفقًا لتحليل كلفين وونغ، كبير محللي السوق في منطقة آسيا والمحيط الهادئ لدى “أواندا”، فإن الأسواق تترقب تأثير السياسات الاقتصادية للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، وخاصة ما يتعلق بالتعريفات الجمركية. وأوضح وونغ أن فرض التعريفات قد يؤدي إلى ردود فعل من الشركاء التجاريين، مما قد يزيد من تقلبات الأسواق ويعزز الطلب على الذهب كملاذ آمن
نظرة إلى المستقبل
يتوقع المستثمرون موجة من التغيرات في السياسات الاقتصادية الأمريكية بحلول عام 2025، تشمل التعريفات الجمركية، تخفيف التنظيمات، وتعديلات ضريبية، بالتزامن مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض. هذه التطورات قد تؤثر بشكل مباشر على الأسواق المالية، مما يزيد من أهمية الذهب كأصل تحوطي في مواجهة حالة عدم اليقين
