أسعار الخام تتراجع مع تشكيك المستثمرين في صرامة تطبيق العقوبات الأمريكية على النفط الروسي.

تراجعت أسعار النفط الخام في ختام تداولات الأسبوع الماضي، متأثرة بتزايد الشكوك في الأسواق حول مدى التزام إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتنفيذ العقوبات المفروضة على شركتي النفط الروسيتين العملاقتين “روسنفت” و”لوك أويل”، في إطار الضغوط على موسكو بسبب الحرب في أوكرانيا.

تداولات النفط الخام
انخفضت عقود خام برنت الآجلة بنحو 5 سنتات أو ما يعادل 0.1% لتستقر عند 65.94 دولاراً للبرميل، في حين تراجعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 29 سنتاً أو 0.5% لتغلق عند 61.50 دولاراً للبرميل.
وكان الخامان القياسيان قد سجلا مكاسب قوية في وقت سابق من الجلسة امتداداً لمكاسب تجاوزت 5% يوم الخميس بعد الإعلان عن العقوبات، قبل أن يتراجعا في الساعات الأخيرة من التداول. ومع ذلك، أنهى كل من برنت وغرب تكساس الأسبوع على ارتفاع بأكثر من 7%، محققين أكبر مكسب أسبوعي منذ منتصف يونيو.

العوامل المؤثرة في السوق
أعلنت إدارة ترامب الأسبوع الماضي فرض عقوبات على شركتي “روسنفت” و”لوك أويل” بهدف الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا. وتستحوذ الشركتان معاً على أكثر من 5% من الإنتاج العالمي للنفط، فيما احتلت روسيا المرتبة الثانية عالمياً في إنتاج الخام عام 2024 بعد الولايات المتحدة.

وبحسب مصادر تجارية نقلتها وكالة رويترز، علّقت بعض الشركات الحكومية الصينية مشترياتها من النفط الروسي مؤقتاً، بينما تستعد شركات التكرير الهندية – أكبر مشترٍ للنفط الروسي المنقول بحراً – لتقليص وارداتها بشكل ملحوظ. وتشير التقديرات إلى أن تدفقات الخام إلى الهند ستكون الأكثر تأثراً بالعقوبات، بينما من المرجح أن يكون الأثر على المصافي الصينية محدوداً بفضل تنوع مصادر التوريد وتوفر المخزونات.

وفي هذا السياق، أكد وزير النفط الكويتي استعداد منظمة أوبك لتعويض أي نقص محتمل في الإمدادات عبر زيادة الإنتاج إذا لزم الأمر. من جانبها، شددت واشنطن على استعدادها لاتخاذ مزيد من الإجراءات عند الضرورة، في حين وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العقوبات بأنها “غير ودّية”، مؤكداً أنها لن تؤثر بشكل كبير في الاقتصاد الروسي، ومشيراً إلى أن بلاده تظل لاعباً أساسياً في سوق الطاقة العالمي.

تطورات العقوبات الأوروبية
في المقابل، أعلنت بريطانيا فرض عقوبات مماثلة على شركتي “روسنفت” و”لوك أويل”، بينما اعتمد الاتحاد الأوروبي الحزمة التاسعة عشرة من العقوبات ضد موسكو، والتي شملت حظراً على واردات الغاز الطبيعي المسال الروسي. كما أضاف الاتحاد إلى قائمته شركتين صينيتين للتكرير بطاقة إنتاجية إجمالية تبلغ 600 ألف برميل يومياً، إلى جانب شركة “تشاينا أويل هونغ كونغ” التابعة لـ”بتروتشاينا”، وفقاً لما ورد في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي.

التطلعات المستقبلية
وتتجه أنظار الأسواق إلى اللقاء المرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ الأسبوع المقبل، وسط آمال بأن يسهم الاجتماع في تهدئة التوترات التجارية بين البلدين، وإنهاء دوامة الإجراءات الانتقامية التي ألقت بظلالها على الأسواق العالمية خلال الأشهر الماضية